عائلة مارمينا صحافة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ كنيسة القرن الثاني 7

اذهب الى الأسفل

تاريخ كنيسة القرن الثاني 7 Empty تاريخ كنيسة القرن الثاني 7

مُساهمة من طرف Admin الأحد 30 سبتمبر 2007, 00:18

**** تاريخ البطاركة - القرن الثانى - القسم الثانى *****
************محاضرة رقم 11 *****************

نكمل حديثنا عن مشاهير الكنيسة فى القرن الثانى وتحدثنا عن المدرسة اللاهوتية ثم الفليسوف بنتينوس ..والفليسوف اكليمندس الاسكندرى ... وتطرقنا الى جزء من حياة الفليسوف اوريجانوس ....

واليوم نكمل حديثنا عن الفليسوف اوريجانوس ....
---------------------------
كنا تكلمنا عن الاضطهاد الذى اشتد فى الاسكندرية فى عهد " كاركلا قيصر " فى سنة 215م ... فأضطر اوريجانوس الى الهروب من الاسكندرية الى قيصرية فى فلسطين حيث لقى كل اعتبار واكرام , ومع ان وظيفة الوعظ كانت حينئذ خاصة برجال الكهنوت ولم يكن اوريجانوس قد نال رتبة كهنوتية مع توافر علمه وتقواه بسبب زهده فى الرتب والوظائف الا ان اسكندر اسقف اورشليم رفيقه فى التلمذه وثيوسيتوس اسقف قيصرية طلبا منه ان يشرح الاسفار المقدس جهارا لفائدة الجمهور بحضورهما , ولما سمعاه اطلقا عليه لقب """ سيد مفسرى الكتاب المقدس """ وكان ميليانوس اسقف قيصرية الكبادوك ينتظر حضور اوريجانوس بفروغ الصبر ولما استبطأه اسرع الى فلسطين ليتلقى العلوم ممن كان يفتخر بأن يدعوه استاذه ...

فلما وصلت اخبار اوريجانوس الى مسامع البابا ديمتريوس اعترض على اولئك الاساقفة لسماحهم لاوريجانوس بمزاولة مهنة خاصة بالكهنة فجاوبة الاساقفة بما يدل على احترامهم له ودافعا عن انفسهما بأنهما سارا على منوال السالف الصالح الا ان البابا ديمتريوس لم يقتنع فأرسل رسائل لآوريجانوس مع بعض الشماسة يأمره بعدم القيام بأية خدمة ويخبره بهدوء الاضطهاد ليحضر ويمارس اعماله فرجع اوريجانوس بسرعة الى الاسكندرية واستلم زمام اعماله ...

ولم يمض الا القليل بعد ذلك حتى اتيح لاوريجانوس زيارة العربية حيث اجتمع بهيبوليتوس احد فلاسفة المسيحية وقتئذ , وقد وضع هذا كتاب نسب الجزء الاول منه الى اوريجانوس وسنة 219م استدعته ماميا ام الملك اسكندر محب المسيحين الى انطاكية لتسمع وعظة واستمر مدة كان فيها موضوع الاجلال والاكرام . وكان لمعارفه وادابه تأثير عظيم وبسببه خف الاضطهاد الذى كان واقعا على المسيحيين ...

وفى سنة 228م ارسلة البابا ديمتريوس الى اخائية ببلاد اليونان ليقاوم الهراطقة الذين اقلقوا راحة الكنيسة هناك فزار فى طريقه فلسطين وكان فى كل مدينة او قرية نزلها يدعى الى الوعظ فى الكنائس , ولما مر بفلسطين عند رجوعه خاطبه اسقفها " ثوسيستوس " بالاشتراك مع اسكندر اسقف اورشليم بأنه لايجوز بأستاذ الكهنة والاساقفة ان يكون مجردا من كل الكهنوت .. ويظهر ان اوريجانوس كان بسيط القلب فأقتنع بكلامهما وارتضى ان يقبل منهما درجة القسوسية وهو فى السنة الثالثة والاربعين من العمر ...

غير ان ديمرتوس البابا الاسكندرى اعتبر هذه السيامة تعديا على حقوقه . ومن ذلك الحين بدأ سوء التفاهم يجد مكانا بين اوريجانوس والبطريرك الذى قام الحجة على ذينك الاسقفين لرسامتهما شخصا خاضعا له فجاوباه بأن احترامهما لمركزه عظيم .. قال اورينموس " ان الحسد هو الذى حمل ديمتريوس على هذا كله " غير انه لم يأت ببرهان على صحة ذلك والحقيقة كما يرويها المدققون ان البطريرك الاسكندرى امتنع عن ترقية اوريجانوس لدرجة كهنوتية لسبيين :

السبب الاول : انه خصى نفسه الامر الذى اخفاه اوريجانوس عن اسقفى فلسطين واورشليم ...

السبب الثانى : نحول جسمه وضعفه ...

وقد قلنا ان اوريجانوس كان يسعى وراء انحطاط القوى ليكون حائلا بينه وبين الرتب الكهنوتية التى كان راغبا عنها كأغلب اتقياء العصور الاولى ...

ولما رجع اورجانوس الى الاسكندرية بعد رسامته رأى البطريرك حاقدا عليه ووجد مركزه قد سقط فحصل بينه وبين البطريرك نزاع عقد بسببه هذا مجمعا بالاسكندرية سنة 231م حكم فيه بنفى اوريجانوس وبحرمه لانه رسم من اسقفين غير تابعين للكرازة المرقسية ولانه خصى نفسه الامر الذى بالغ اوريجانوس فى كتمانه وساعده البطريرك على ذلك ولكنه اضطر الى اشهاره رغما عنه ثم ارسل خطابات الى جميع الكنائس يعلمها بحكمه على اوريجانوس ...

اما اوريجانوس فمع كونه عرف ان هذا الحكم فى غاية القساوة الا انه تدارك الامر بحكمته ولم يشأ ان يمكث فى الاسكندرية ليوسع هذا الخلاف بل تركها لا رجوع بعده .. وكان قد اكمل القسم الخامس من كتابة فى انجيل القديس يوحنا ففزع الى قيصرية .. وفى تلك الاثناء عقد مجمع اخر فى الاسكندرية وفحص كتاب " المبادئ " وحكم بأنه هرطوقى وحرم مؤلفه ...

ولما وصل اوريجانوس الى فلسطين استقبل فيها استقبال القائد المنتصر فأستاء البابا ديمتريوس من كثرة تعدى اساقفة تلك الجهة على حقوقه .. ولحق بأوريجانوس امبروسيوس وعائلته وتبعه كثيرون من طلاب العلم ولهذا عزم على فتح مدرسة فى قيصرية فلسطين يعلم فيها تفسير الكتاب المقدس وكمل فى تلك المدينة المذكورة تفسيره لانجيل يوحنا ...

وقد كتب حينئذ عما كان يجول بصدره قائلا " وحدث بعد هذه الامور ان الله اخرجنى من ارض مصر بيت العبودية كما خلص شعبه منها قديما .. ثم قام عدوى " يعنى البطريرك " واقام فى وجهى حربا عوانا بواسطة مكاتيبه التافهة التى تغاير مبادئ الانجيل تماما وحرك ضدى ريحا صرصرا فرأيت من الصواب ان اقاوم جهد استطاعتى مدافعا عن المبدأ المهم الذى اختطيته لنفسى وسرت عليه وهو الافادة وكنت اخشى من ان المماحكات العقيمة يستفحل شرها فتثير ثائرة النفس الامارة فتضعف الذاكرة حينئذ واعجز عن اتمام شرح الكتاب المقدس الذى بدأت به قبل ان ينطمس ذهنى خصوصا وان ابتعادى عن النساخ الذين كانوا يكتبون الخط المختذل منعنى من تملية مايخطر على بالى من الافكار .. اما الان وقد بعدت عن كل العوامل التأثير وقدر الله جل وعلا ان تخيب تلك السهام النارية التى صوبت نحوى وتذهب فى الهواء الفت نفسى حينئذ وقوع الملمات التى كانت تصيبنى بسبب التبشير بكلمة الانجيل واضطرت هذه النفس ان تتحمل بطيب خاطر جميع المصائب التى انتابتنى فهدأ روعى وسكن جأشى لجودة الهواء وحسن الطقس فعقدت النية على عدم تأجيل نسخ وتملية المؤلفات المطلوب اتمامها ...

وفى ذلك الحين كان اساقفة الكنائس الشرقية يطعنون فى سيامة اوريجانوس ويظهرون هرطقته .. اما اساقفة فلسطين وفينيقية فكانوا يعضدونه ويدفعون عنه الملامة .. اما مدرسة قيصرية فأستمرت تزهو وتزهر ونبغ من تلاميذ اوريجانوس جماعة مشهورون فنشروا صيته واذاعوا مبادئه فى التفسير وكان منهم كثيرون هداهم الى الايمان وصاروا فيما بعد قديسين منهم " اغريغوريوس ثافماثورغوس " صانع العجائب " الذى سقف فيما بعد على قيصرية الجديدة من اعمال تيطس واخوة اثينودوروس الذى صار اسقفا ايضا على تلك البلاد ... اما اوريجانوس فلم يعدل عن مشروعاته الادبية بل زاد همة ونشاطا والف رسالة فى فائدة الصلاة واخرى فى تفسير الصلاة الربانية وكان يراسل كثيرا اشهر اساقفة اسيا ودعى الى كثير من المجامع الكنسية ...

ومع انه مدح كثيرا لتجلده الذى اظهره ازاء ما اصابه الا انه لم يسلم من الغلطات التى يرتكبها كثيرون ممن يكونون فى حالى كحاله ...

فقيل انه وجه لخصمه البطريرك كثيرا من الانتقادات وتحرك احيانا للآنتقام منه لولا تبكيت ضميره وصافته المسيحية .. وحدث انه كان يعظ يوما بأورشليم على الاية القائلة " وللشرير قال الله مالك تحدث بفراضى وتحمل عهدى على فمك " مز 50 : 16 " ولم ينته من قراءة هذه الاية حتى وبخته حواسه وخسى ان يفهم السامعون انه يقصد توجيه الكلام لديمتريوس وانهالت الدموع على خديه بغزارة وارتفع صوته بالبكاء حتى لم يقو على التفوه بكلمة واحدة فشاركة السامعون فى التأثر والبكاء ...

وعقب ذلك تنيح البابا ديمتريوس وخلفه ياروكلاس تلميذ اوريجانوس ويظهر انه كان موافقا لسلفه على اجراءاته ضد اوريجانوس فلم يفكر فى اثناء رئاسته ان يدعوه ليعود الى الاسكندرية ....

والموضوع له باقية ......

تاريخ الكنيسة القبطية
Admin
Admin
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 182
الكنيسة : كنيسة الشهيدة العفيفة دميانة - بولاق ابو العلا
تاريخ التسجيل : 28/09/2007

https://marmina-sahafa.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى