تفسير انجيل متى للقمص تادرس يعقوب ملطي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفسير انجيل متى للقمص تادرس يعقوب ملطي
الإنجيل بحسب القديس متّى
القمص تادرس يعقوب ملطي
كنيسة الشهيد مار جرجس بإسبورتنج
بسم الآب والابن والروح القدس
الله الواحد
آمين
الإنجيل المقدّس هو البشارة المفرحة التي يقدّمها لنا الروح القدس ليدخل بنا إلى الاتّحاد مع الآب في المسيح يسوع مخلّصنا. حقًا ما أعذب للنفس أن تتذوّقه، وللقلب أن ينفتح له، وما أصعب على القلم أن يعبّر عنه، واللسان أن ينطق به.
إنّني إذ أُقدّم هذا العمل المتواضع أودّ ألا ندخل في دراسات عقليّة بحتة، ولا في معرفة نظريّة لأقوال الآباء الأوّلين فيه، إنّما أن نتمتّع بخبرة آبائنا الحيّة والمفرحة وسط ضيقات هذا العالم، فنعيش إنجيلنا، ويلتهب قلبنا بناره المقدّسة، فندخل إلى أعماق جديدة لملكوت الله المفرح.
إبريل 1982م
القمص تادرس يعقوب ملطي
سرّ الكلمة المكتوبة
كان الإنسان فكرة في عقل الله حين خلق العالم كلّه من أجله، وإذ أقامه في الفردوس كان يلتقي به خلال أحاديث مشتركة سرّيّة. كان آدم يسمع "صوت الرب الإله ماشيًا في الجنّة" (تك )، فينجذب إليه ليناجيه، يسمعه ويتكلّم معه، يتقبّل الحب بالحب!
أمّا بعد السقوط فصارت كلمة الله بالنسبة للإنسان مرهبة ومخيفة: "سمعت صوتك في الجنّة فخشيت (تك ). كان الله يتكلّم والإنسان لا يقدر أن يسمع، وإن سمع فلا يقدر أن يتجاوب معه! تحوّل قلب الإنسان عن الحب المملوء حنانًا إلى حجر بلا إحساس، وأمام هذا التحوّل تقدّم الله إلى الإنسان ليهبه كلمته منقوشة بإصبعه على لوحي الحجر، وكأنها على قلبه الحجري. لقد أراد أن يخترق القلب الحجري ليسجّل بإصبعه أيضًا روحه القدّوس كلماته لعلّ الإنسان يقدر أن يتذوّقها ويتجاوب معها؛ وكأن الكلمات الإلهيّة المكتوبة إنّما جاءت كعلاج لضعفنا البشري، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [أن نعمة الله كانت كافية أن تعمل في قلوبنا ككتاب حيّ نقرأه، لكنّنا إذ لم نتجاوب مع نعمته التزم من أجل محبّته أن يقدّم كلمته مكتوبة.] إنه يقول: [يا له من شرّ عظيم قد أصابنا! فإنه إذ كان ينبغي علينا أن نعيش بنقاوة هكذا فلا نحتاج إلى كلمات مكتوبة إنّما نخضع قلوبنا للروح ككتب! أمّا وقد فقدنا هذه الكرامة صرنا في حاجة إلى هذه الكتب.]
إن كان من أجل ضعفنا قدّم لنا الله كلمته مكتوبة لكي نحفظها، فإن الله يهبنا نعمته لكي تتحوّل الكلمة إلى حياة فينا وعمل، فُتُسجّل بالروح في قلوبنا وتُعلن في تصرفاتنا. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [حقًا يليق بنا لا أن نطلب معونة الكلمة المكتوبة فحسب، وإنما أن نظهر حياتنا نقيّة هكذا، فتكون لنا نعمة الروح عِوض الكتب بالنسبة لنفوسنا. فكما كُتب بالحبر في الكتب هكذا تُسجّل بالروح في قلوبنا.]
ويرى القدّيس أغسطينوس أن الله قدّم لنا كلمته المكتوبة كمصابيح مضيئة تشهد للنهار الأبدي، قدّمها من أجل ضعفنا لتنير لنا نحن الذين كنّا قبلاً في الظلمة وأمّا الآن فنور في الرب (أف ). بالكلمة المكتوبة صرنا أبناء للنور لكي ندخل إلى بهاء النور الكامل في يوم الرب العظيم، ونلتقي بالكلمة الإلهي ذاته وجهًا لوجه.
القمص تادرس يعقوب ملطي
كنيسة الشهيد مار جرجس بإسبورتنج
بسم الآب والابن والروح القدس
الله الواحد
آمين
الإنجيل المقدّس هو البشارة المفرحة التي يقدّمها لنا الروح القدس ليدخل بنا إلى الاتّحاد مع الآب في المسيح يسوع مخلّصنا. حقًا ما أعذب للنفس أن تتذوّقه، وللقلب أن ينفتح له، وما أصعب على القلم أن يعبّر عنه، واللسان أن ينطق به.
إنّني إذ أُقدّم هذا العمل المتواضع أودّ ألا ندخل في دراسات عقليّة بحتة، ولا في معرفة نظريّة لأقوال الآباء الأوّلين فيه، إنّما أن نتمتّع بخبرة آبائنا الحيّة والمفرحة وسط ضيقات هذا العالم، فنعيش إنجيلنا، ويلتهب قلبنا بناره المقدّسة، فندخل إلى أعماق جديدة لملكوت الله المفرح.
إبريل 1982م
القمص تادرس يعقوب ملطي
سرّ الكلمة المكتوبة
كان الإنسان فكرة في عقل الله حين خلق العالم كلّه من أجله، وإذ أقامه في الفردوس كان يلتقي به خلال أحاديث مشتركة سرّيّة. كان آدم يسمع "صوت الرب الإله ماشيًا في الجنّة" (تك )، فينجذب إليه ليناجيه، يسمعه ويتكلّم معه، يتقبّل الحب بالحب!
أمّا بعد السقوط فصارت كلمة الله بالنسبة للإنسان مرهبة ومخيفة: "سمعت صوتك في الجنّة فخشيت (تك ). كان الله يتكلّم والإنسان لا يقدر أن يسمع، وإن سمع فلا يقدر أن يتجاوب معه! تحوّل قلب الإنسان عن الحب المملوء حنانًا إلى حجر بلا إحساس، وأمام هذا التحوّل تقدّم الله إلى الإنسان ليهبه كلمته منقوشة بإصبعه على لوحي الحجر، وكأنها على قلبه الحجري. لقد أراد أن يخترق القلب الحجري ليسجّل بإصبعه أيضًا روحه القدّوس كلماته لعلّ الإنسان يقدر أن يتذوّقها ويتجاوب معها؛ وكأن الكلمات الإلهيّة المكتوبة إنّما جاءت كعلاج لضعفنا البشري، وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [أن نعمة الله كانت كافية أن تعمل في قلوبنا ككتاب حيّ نقرأه، لكنّنا إذ لم نتجاوب مع نعمته التزم من أجل محبّته أن يقدّم كلمته مكتوبة.] إنه يقول: [يا له من شرّ عظيم قد أصابنا! فإنه إذ كان ينبغي علينا أن نعيش بنقاوة هكذا فلا نحتاج إلى كلمات مكتوبة إنّما نخضع قلوبنا للروح ككتب! أمّا وقد فقدنا هذه الكرامة صرنا في حاجة إلى هذه الكتب.]
إن كان من أجل ضعفنا قدّم لنا الله كلمته مكتوبة لكي نحفظها، فإن الله يهبنا نعمته لكي تتحوّل الكلمة إلى حياة فينا وعمل، فُتُسجّل بالروح في قلوبنا وتُعلن في تصرفاتنا. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [حقًا يليق بنا لا أن نطلب معونة الكلمة المكتوبة فحسب، وإنما أن نظهر حياتنا نقيّة هكذا، فتكون لنا نعمة الروح عِوض الكتب بالنسبة لنفوسنا. فكما كُتب بالحبر في الكتب هكذا تُسجّل بالروح في قلوبنا.]
ويرى القدّيس أغسطينوس أن الله قدّم لنا كلمته المكتوبة كمصابيح مضيئة تشهد للنهار الأبدي، قدّمها من أجل ضعفنا لتنير لنا نحن الذين كنّا قبلاً في الظلمة وأمّا الآن فنور في الرب (أف ). بالكلمة المكتوبة صرنا أبناء للنور لكي ندخل إلى بهاء النور الكامل في يوم الرب العظيم، ونلتقي بالكلمة الإلهي ذاته وجهًا لوجه.
sameh- عضو جديد
- عدد الرسائل : 1
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 04/10/2007
رد: تفسير انجيل متى للقمص تادرس يعقوب ملطي
مجهود رائع يا سامح
وانا والمنتدي كله مستنين باقي الكتاب علشان نستفاد كلنا
ربنا يعوضك
صلي من اجل خدمة المنتدي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى